إعلام “تل أبيب” وواشنطن يقر بهزيمة التحالف الأمريكي-الإسرائيلي في اليمن
تتصاعد في وسائل الإعلام العبرية مشاعر القلق والاستياء من ما يُوصف بتخلّي الولايات المتحدة عن دعم “إسرائيل” عسكريًا في مواجهة الضربات اليمنية، وسط مؤشرات ميدانية على نجاح القوات اليمنية في فرض حصار جوي وبحري حقيقي على الكيان، وفصل جبهة الصراع بين إسرائيل وأمريكا.
وأفادت القناة 24 العبرية أن “إسرائيل تخضع لحصار جوي حقيقي من اليمن”، مؤكدة أن إلغاء الرحلات الجوية بات يشكّل تهديدًا مباشرًا لموسم الصيف السياحي في كيان الاحتلال. وأضافت: “بعد إطلاق صاروخ من اليمن بالأمس، بات من المؤكد أننا لسنا مشمولين بأي اتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين”. وأكدت القناة أن القوات اليمنية نجحت في فصل الجبهة الأمريكية عن الإسرائيلية، وتمسّكت بموقفها الرافض لوقف العمليات العسكرية ما لم يتم إدخال المساعدات إلى غزة.
بدورها، ذكرت القناة 12 العبرية: “بقينا وحدنا أمام التهديد البحري بعد الاتفاق الأمريكي مع الحوثيين، وأكثر من ذلك أمام حظر جوي آخذ بالتصاعد”، في إشارة إلى انسحاب أمريكي فعلي من خط المواجهة.
وفي تأكيد على هذا التحوّل، قالت مجلة “فورين أفيرز” الأمريكية إن الاتفاق الأخير بين واشنطن وصنعاء لا يقيّد الهجمات ضد “إسرائيل” أو سفنها في البحر الأحمر، مشيرة إلى أن الهجمات اليمنية كانت فعالة للغاية، لا سيما ضد الملاحة “الإسرائيلية” والبوارج الأمريكية. وأضافت المجلة أن الضربات الجوية الأمريكية ضد اليمن كانت مكلفة للغاية، وجلبت معها مخاطر جسيمة، من بينها احتمال مقتل جنود أمريكيين.. ونتيجة لذلك، قررت واشنطن الخروج من الحملة الجوية تحت الضغط، بسبب كلفتها العالية وخشيتها من التورط في حرب مفتوحة مع القوات اليمنية . وخلصت “فورين أفيرز” إلى أن الغارات الأمريكية على اليمن توقفت قبل أن تحقق أهدافها، في اعتراف صريح بفشل الاستراتيجية الأمريكية في كبح قدرات صنعاء أو تقليص تهديداتها على كيان الاحتلال وملاحته البحرية.
تعكس هذه المعطيات – بحسب محللين – نجاحًا استراتيجيًا للقوات المسلحة اليمنية في فرض قواعد اشتباك جديدة، وإجبار القوى الكبرى على إعادة التموضع في ظل توازنات ميدانية متغيرة. ويشير مراقبون إلى أن “إسرائيل” تواجه عزلة متصاعدة، وسط تراجع أمريكي لافت، وانكشاف جبهتها الجوية والبحرية أمام الهجمات المستمرة.. ويُطرح في الإعلام العبري تساؤل محوري: هل باتت “إسرائيل” وحدها فعلاً؟