اليمن يُفشل العدوان الأمريكي ويستنزف ترسانة واشنطن
عد أسابيع من التصعيد العسكري الأمريكي المكثف تتضح معالم فشل العدوان على اليمن بشكل متزايد في ظل عجز واشنطن عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة مقابل استمرار العمليات العسكرية اليمنية بوتيرة متصاعدة وفعالية ميدانية لافتة. حتى اليوم ورغم الاستخدام الأمريكي المكثف للذخائر بعيدة المدى عالية الدقة فشلت القوات الأمريكية في تحجيم الرد اليمني أو وقف الهجمات التي تطال القطع البحرية الأمريكية والسفن المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي في البحر الأحمر كما عجزت عن كسر الحصار البحري المفروض على موانئ الكيان الصهيوني أو منع الضربات الدقيقة التي تطال منشآت إسرائيلية حيوية. الرد اليمني المستمر للأسبوع الخامس على التوالي يُظهر ليس فقط صمودًا استثنائيًا بل أيضًا قدرة متنامية على العمل العسكري الدقيق والمؤثر الأمر الذي أدخل القوات الأمريكية في حالة استنزاف عملياتي ولوجستي حاد. فخلال أسابيع قليلة أنفقت واشنطن مئات الملايين من الدولارات على صواريخ وعمليات جوية دون نتائج تُذكر وسط مؤشرات متزايدة على أنها بدأت تستهلك من الذخائر المُخصصة لمناطق أخرى أكثر أهمية إستراتيجية مثل آسيا والمحيط الهادئ وهو ما كشفت عنه صحيفة نيويورك تايمز مؤخّراً. هذا الاستنزاف يأتي في وقت بالغ الحساسية حيث تتزايد التحديات الأمريكية في شرق آسيا تزامناً مع تحذيرات القيادة الأمريكية المركزية من أن استمرار العدوان على اليمن إذ قد يفرض على واشنطن سحب ذخائر كانت مخزنة خصيصًا لردع الصين مما يهدد بخلل في توازن الجاهزية القتالية الأمريكية. في ظل هذا الوضع وتزامناً مع تواصل عملياتها العسكرية تظهر اليمن كقوة صاعدة قادرة على فرض معادلات جديدة فيما تبدو الولايات المتحدة عاجزة عن فرض ردعها رغم التفوق العسكري. اليوم ووفقاً لوسائل الإعلام الأمريكية نفسها يفرض استمرار العدوان على اليمن نتائج عكسية تتمثلها حقيقة استنزاف ترسانة واشنطن في مواجهة خصم يمني يتمتع بعزيمة وإرادة استراتيجية وخطة استنزاف واضحة. يؤكّد الإعلام الأمريكي اليوم في صورة إجماعٍ مُثلى أن العدوان الأمريكي على اليمن لا يُحقق أهدافًا عسكرية، بل يتحول شيئاً فشيئاً إلى عبء إستراتيجي يكشف فشل السياسة الأمريكية في المنطقة ويمنح اليمن موقعًا أقوى في معادلات الردع الإقليمي والدولي.