تقرير أميركي: الحاملة “ترمان” تدخل البحر الأحمر وتخرج بهزيمة مالية وعسكرية
نشرت صحيفة “بزنس إنسايدر” الأميركية تقريرًا مطولًا، كشف عن أن حاملة الطائرات الأميركية “يو إس إس هاري إس ترومان” تسببت بخسائر فادحة للبحرية الأميركية خلال انتشارها في البحر الأحمر، بلغت ما لا يقل عن 180 مليون دولار، بسبب سلسلة من الحوادث الجوية والبحرية منذ ديسمبر 2024. وأشارت الصحيفة إلى إن الحاملة من فئة نيميتز فقدت ثلاث طائرات مقاتلة من طراز F/A-18 سوبر هورنت خلال عملياتها، كما اصطدمت بسفينة تجارية، ما أدى إلى إقالة قائدها السابق. مضيفةً أن الطائرة الثالثة فُقدت يوم الثلاثاء أثناء محاولتها الهبوط على سطح الحاملة، حيث انقطع كابل الإيقاف وسقطت الطائرة في البحر. وأضافت أن الطائرة الثانية سقطت مع جرار السحب في 28 أبريل أثناء سحبها في حظيرة الطائرات أسفل سطح القيادة، عندما فقد طاقم النقل السيطرة عليها، وكانت على الأرجح على أحد مصاعد الطائرات الأربعة. وأشارت أن الحادثة الثالثة تعود إلى 12 فبراير، حين اصطدمت “ترومان” بسفينة تجارية قرب مدخل قناة السويس في البحر الأبيض المتوسط. مشيرةً إلى أن الحاملة تعرضت لأضرار في الجدار الخارجي لغرف التخزين ومنطقة الصيانة، كما تضررت مساحة مناولة الحبال والمنصة فوق غرفة تخزين في السفينة التجارية حيث انتقلت إلى قاعدة بحرية في اليونان لإجراء إصلاحات. وأكدت إلى أنه في تاريخ 22 ديسمبر 2024، أسقط الطراد الصاروخي الموجّه “يو إس إس جيتيسبيرغ”، المرافق لحاملة ترومان، طائرة F/A-18 سوبر هورنت فوق البحر الأحمر، في حادث وصفه الجيش الأميركي بأنه “نيران صديقة واضحة”. وأشارت إلى أن تكلفة الطائرة الواحدة من طراز F/A-18 سوبر هورنت تبلغ نحو 60 مليون دولار، ما يعني أن فقدان ثلاث طائرات يشكل خسارة مباشرة لا تقل عن 180 مليون دولار، دون احتساب تكاليف الأضرار المادية الناتجة عن الاصطدام البحري أو الأعطال الأخرى. وأوضحت أن هذه الحوادث وقعت في إطار حملة عسكرية جوية مكثفة شنتها الإدارة الأمريكية منذ 15 مارس ضد جماعة الحوثي في اليمن، عقب تصاعد الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر. واستمرت الحملة أكثر من سبعة أسابيع، وشملت مشاركة خمس حاملات طائرات أميركية، من بينها “ترومان”، التي اعتُبرت من أكثرها تعرضًا للحوادث. وبين التقرير أن الطائرات عادة ما تهبط على سطح الحاملة باستخدام منجنيقات ومعدات إيقاف، وهي كابلات مشدودة تلتقط خطاف ذيل الطائرة لإبطاء سرعتها. وأي عطل في الكابلات أو النظام الهيدروليكي الهوائي قد يؤدي إلى فشل عملية الإيقاف، كما حدث يوم الثلاثاء.