عندما يتكفل اليمن وحيداً بمهمة الدفاع عن شرف الأمة
أعلنت القوات المسلحة اليمنية الساعات الماضية عن تنفيذ خمس عمليات عسكرية استهدفت أهدافاً عسكرية للعدو الصهيوني في منطقتي “حيفا، ويافا” في الأراضي الفلسطينية المحتلة وحاملتي الطائرات الأمريكية “ترومان”، و”فينسون” والقطع التابعة لهما في البحرين الأحمر والعربي. وإسقاط طائرة أمريكية من نوع ام كيو ناين.. مثل هذه العمليات الملحمية لا تجد لها من صدى في وسائل الاعلام العربية وخاصة التطبيعية، لانها بصراحة تعري هؤلاء من اي كرامة وشرف ورجولة، ناهيك عن تعرية انتمائهم الديني والقومي، لذلك يفضلون تجاهل هذه الانجازات اليمنية الاسطورية، او على الاقل التقليل من شأنها، سترا لعارهم.. في الوقت الذي يبتلع مسؤولو دول عظمى السنتهم ولا يملكون جرأة الرد على غطرسة وعنجهية الرئيس الامريكي دونالد ترامب، رغم ان الأخير يهدد علانية باحتلال بلدانهم وانتهاك سيادتهم، وفي الوقت الذي لا يملك اغلب الرؤوساء العرب الجرأة على مجرد التصريح بأن ما تقوم به اسرائيل في غزة وسوريا ولبنان، جرائم حرب وعدوان، خوفا من اغضاب ترامب، نرى رجال اليمن يستهدفون قلب الكيان الاسرائيلي بالصواريخ والمسيرات، ويشتبكون في معارك بحرية مع الجيش الامريكي في البحر الاحمر، لم يسبق لهذا الجيش ان خاضها مع اي دولة منذ الحرب العالمية الثانية.. يتعرض اليمن الى اعنف قصف امريكي، انتقاما لوقفة العز التي وقفها الى جانب غزة المظلومة، وبعد ان فرض اليمن حصارا بحريا على الكيان الارهابي الصهيوني، جاءت امريكا بقضها وقضيضها الى جانب بريطانيا، لكسر هذا الحصار، واستخدمت من القوة ما يكفي لارغام قوة عظمى على الاستسلام، فلم يستثن القصف الامريكي لا الاسواق ولا المدنيين ولا حتى المقابر، ناهيك عن البنية التحتية والموانىء، وارتقى بسبب القصف الوحشي المئات من اليمنيين شهداء بينهم اطفال ونساء، على امل ان يرفع رجال اليمن الراية البيضاء، ولكن جاء الرد اسرع مما كان يتصور ترامب المغرور وادارته المتعجرفة، حيث نفذت القوة الصاروخية عملية عسكرية استهدفت هدفًا حيويًا في منطقة حيفا المحتلة باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي. فيما استهدفت الأخرى هدفًا حيويًا في منطقة يافا المحتلة باستخدام طائرة مسيرة من نوع يافا.. لم يترك اليمنيون الامريكيين دون حصة من غضبهم، فردا على مجازر العدوان الأمريكي المرتكبة بحق الشعب اليمني ،فقد نفذت القوةُ الصاروخيةُ وسلاحُ الجوِّ المسيرُ والقواتُ البحريةُ عمليتينِ عسكريتينِ استهدفتْ من خلالِهما حاملتيِ الطائراتِ الأمريكيتينِ “ترومان” و”فينسون” والقطعَ الحربيةَ التابعةَ لهما في البحرينِ الأحمرِ والعربيِّ وذلك بعددٍ من الصواريخِ المجنحةِ والطائراتِ المسيرة… وكذلك إسقاط طائرة أمريكية معادية نوع ام كيو ناين .. ووفقا لبيان القوات المسلحة ، فان العمليات حققت أهدافها بنجاح، ولم يفت البيان ان يؤكد على مواصلة العمليات الإسنادية في عمق الكيان الصهيوني، بوتيرة متصاعدة خلال الفترة المقبلة، وتأكيد اضافي اخر، على ان العمل العسكري سيتواصل في البحرين الأحمر والعربي لاستهداف كافة القطع المعادية حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.. اللافت، انه عندما كان الرد اليمني على مجازر الصهاينة ضد اطفال ونساء غزة ، بهذا الحزم والقوة والاصرار، دون ادنى اعتناء بكل الضجيج الامريكي والبريطاني والاسرائيلي، فلنا ان نتخيل كيف سيكون الرد اليمني وكذلك الإصرار اليمني عندما يتعلق الامر بالانتقام من امريكا على ما تقترفه في اليمن نفسه، فالتاريخ القديم والحديث لليمن يحدثنا عن ان اليمن كان دوما مقبرة الغزاة، فلم يعتدي اجنبي على اليمن، الا وعاد مثخنا بالجراح، فلليمن رجال اكتسبوا الصلابة والشموخ والشمم من جباله، ولن يكون مصير المعتدين الامريكيين افضل مما سبقهم، بل وسيكون اتعس واكثر عارا.