الرنامج العام

قرار يمني بإغراق السفن في البحر الأحمر .. لماذا الآن ؟

صعدت اليمن على مدى الساعات الأخيرة من وتيرة عملياتها البحرية المساندة لغزة ، رغم ان قرارها حظر الملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية كان قديم ، فلماذا الأن ؟

وفقا للتأكيدات الرسمية ، فقد اغرقت القوات المسلحة اليمنية في غضون 24 ساعة سفينة تدعى ماجيك سيز بينما الثانية في الطريق وتدعى “انرتني سي” بينما تتحدث تقارير بريطانية عن ثالثة. هذه الإحصائية تعد الأكبر والاسرع في تاريخ العمليات اليمنية المستمرة منذ بدئها في نوفمبر من العام 2023 . وهي من حيث التوقيت تحمل رسائل قوية ليس للاحتلال الإسرائيلي بل لحلفائه فما بأعادها؟

في التاسع عشر من مايو الماضي أعلنت اليمن رسميا وعلى لسان متحدثها العسكري العميد يحي سريع حظر الملاحة إلى موانئ الاحتلال على البحر الأبيض المتوسط وتحديدا ميناء حيفا، وقد شنت عدة عمليات على الميناء ضمن عمليات اسناد غزة التي تأخذ طابعا متوازي مع تصعيد الاحتلال بغزة وترافقت حينها مع إعلانه بدء عملية “عربات جدعون” التي كان يسعى من خلالها احتلال كامل غزة وتهجير سكانها.

كانت الإشارة واضحة بالنسبة لشركات الشحن الدولية بأن اي محاولة لخرق الحظر سيواجه بعواقب وخيمة ، وقد سبق لليمن وان اغرقت سفن واحرقت أخرى واعطبت ثالثة خلال المراحل الخمس الأولى من عمليات اسناد غزة بسبب محاولات خرق القرار اليمني إلى البحر الأحمر، لكن بعض الشركات لم تلتزم فكان العقاب ..

من الناحية العملاتية ، تعد الضربات اليمنية القاسية بحق سفن الشحن المتورطة بخرق القرار اليمني رسالة قوية بانها لن تتساهل مع كل من لم يلتزم بالقرار اليمني ، وهي تأكيد جديد على ضرورة احترام تلك الشركات بالقرارات اليمنية وقدرة اليمن على الوصول إلى كل السفن التي تخرق القرار.

كما تشير تلك العمليات إلى ان اليمن ظلت خلال الأشهر الماضية ترصد وتراقب كل الخروقات وتعد بنك اهداف واسع لتأديبه.

اما سياسيا ، فالعمليات الجديدة تأتي في وقت حساس ومهم ، اذ تتزامن مع اجتماعات نتنياهو وترامب ، وتكثيفها لا يتعلق فقط بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي بل على حليفته الرئيسية الولايات المتحدة واشارة إلى أن اليمن لن تسمح باستمرار جرائم الإبادة بغزة وسياسة التجويع وان استمرار الحرب على القطاع سيزيد من وتيرة التصعيد في المنطقة. اضف إلى ذلك، فإن اليمن تمهد بهذه العمليات لان تكون ضامن لأي اتفاق مرتقب في غزة ما قد يحول من عدم محاولة الاحتلال خرقه او المناورة بالتصعيد مجددا.

قد يكون قرار حظر اليمن للملاحة إلى الموانئ الإسرائيلية يمتد لاكثر من عام، لكن توقيت تنفيذ عمليات الإغراق مجددا يحمل العديد من الرسائل للاحتلال وحلفائه وقد يدفع أمريكا المثقلة بعبئ المعركة بالبحر الأحمر للضغط على نتنياهو للقبول بصيغة تخرج الجميع من مستنقع المواجهة.

 

قد يعجبك ايضا