اغراق ترامب بتريليونات الخليج ..خفة عقل ام فقدان البصيرة ؟
بينما تكابد الشعوب العربية والإسلامية الفقر المدفع والمجاعة، تتسابق الخليجية على استعراض تريليوناتها في وجه الرئيس الأمريكي ، الذي لا يشبع نهمه كنوز الأرض بحالها، فهل لدى ترامب فعليا ما يقدمه لهؤلاء الرابضين على ثروة العالم ، ام ان ملوكها وامرائها فقدو البصيرة؟ ما أن دخلت طائرته الأجواء، حتى أرسلت السعودية مقاتلاتها لحماية ترامب، ولدى وصوله إلى المطار بجدة وقف محمد بن سلمان عن اسفل السلم يعد خطوات ترامب وقد كسر البرتوكولات واستبدال السجاد الأحمر بالبنفسجي .. لم تكن هذه الحفاوة في قاموس السعودية خلال فترة بايدن حيث ارسل الديوان الملكي امير منطقة مكة لاستقباله وتلك معهودة في الطقوس السعودية لاستقبال رؤساء الدول. مالذي يبحث عنه بن سلمان اذا وقد فتح خزائن المملكة للرجل المجنون كأنه اله الكون، واغدق عليها بالتريليون الدولار بصفقات وهمية وبدون تفاصيل حتى. وبينما يستعد بن سلمان لحصر ما ابقاه ترامب في خزينة بلاده التي يغمر الفقر معظم سكانها يستعد خصمه اللدود بن زايد لمضاعفة الرقم وقد سبق وصول ترامب برش مليار ونصف المليار فقط على بلاط استقباله. الأمر ذاته بالنسبة لأمير قطر الذي يستعد ، وفق وسائل اعلام أمريكية، لإهداء ترامب طائرة بقيمة 400 مليون دولار لم يركبها الأمير ذاته يوما. هي اذا معركة النفوذ بين ارباب المال الخليجي ومن يتصدر المشهد في المنطقة أولا او بالأحرى من ينصبه ترامب كواصي على شؤونها لا اكثر مقابل اتفاقيات الفتات من أمريكا وهذه باتت محل حسرة في نفوس كل من يتابع طقوس العبودية من الرياض حتى الدوحة مرورا بأبوظبي، فهذه الدول لم تحرك ساكنا ولم تعرض دولار واحدا لسكان غزة الذين تفتك المجاعة بهم وتبطش بهم قوات الاحتلال ، ولم تنفق فلسا واحد لصالح دولة عربية تعثرت اقتصاديا واصابتها لعنة الحروب التي تغذيها تلك الدول سواء في السوادان وليبيا واليمن وحتى سوريا .. قد تبرر تلك الأنظمة ومن خلفها الة إعلامية ضخمة ما يدور على انه بناء لمستقبل مواطنيها، لكن الحقيقة المرة التي سيصحى عليها تلك الشعوب هي لعنة أخرى ، فترامب الذي تخلى عن نتنياهو في خضم شهوة المال هذه قد يعود غدا إلى البيت الأبيض لتتويجه على عرش المنطقة برمتها وقد يتبادل معه الهمسات حول ما تم حصده من رحلته المكوكية والغير مسبوقة بالتاريخ وربما قد يمنحه جزء منها لإعادة تسليحه والدفع نحو معركة أخرى بشكل أوسع تستهدف البلدان الثرية في الخليج ذاتها والتي لم يخفي ترامب اطماعه فيها.